أنا سيدة متزوجة عمري 24 وعندي طفل وزوجي كل اموره جيدة ومقبولة متوسط الحال المادي ومتوسط الجمال وحنون ولطيف ومشكلتي بأنني دخلت عالم الفيس بوك للتسلية ودخلت باسم مستعار وهمي
وقمت بانزال عدة منشورات عن عذاب الحب فاذا بأصدقاء يبعتولي ع الخاص بأنهم يستطيعون مساعدتي في مشاكلي العاطفية.. فبدأت اتقمص حالة الدمار العاطفي وكأني اكثر زوجة مظلومة في العالم..
والأمر لم يتوقف هنا بل تعداه الى رسائل من شخص محدد اخبرته بقصة وهمية عن عذاباتي فانجذب لي وبدا يعرض علي المساعدة بأنه يتزوجني بعد طلاقي..
والمشكلة بانني تعلقت به مع اني احب زوجي والعلاقة فيما بيني وبين زوجي بحالة ممتازة..
هل انا اعاني من انفصام.. لا اعلم ما العمل مع اني متعلمة ومثقفة ومتدينة ولكنني وقعت في مصيدة الكلام المعسول.
ولم اعد قادرة على التراجع مع العلم بأنني قمت باغلاق الحساب عدة مرات ولكنني اعود بعد فترة واقوم بتأليف كذبة اكبر عن معاناتي وعذابي..
المشكلة الاكبر هي تعلقي بشخص بذاته واريد الابتعاد عنه وعن الفيس بوك بالأكمل حتى لا اعاود الكرة مع غيره.. ارجو ان يكون الحل واقعي يعني بدي طريقة امسح الحسااب بالكامل مو مجرد اغلاق مشان ما ارجع افتحو..
أنا كتيير خايفة ينكشف امري لزوجي.. بعد ما اكوون ندمت بصدق.. يعني انا هلا ندمانة كتيير وبدي اترك ومو عارفة.. ارجوك تساعدني حتى لو كان الأمر بأني اعطيكم كلمة السر لحسابي لحتى ما اقدر اوصو ابدا.. ارجو الرد بسرعة قبل انكشاف امري من زوجي وقبل ما استمر في الخطأ اكثر وأكثر..
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.. أما بعد فأشكر الأخت المستشيرة على ثقتها بموقع المستشار كما أشكر الأخوة القائمين على الموقع على إتاحة الفرصة لي لتقديم استشارة نافعة بإذن الله فأقول وبالله التوفيق.
أولا: أحيي فيك أختي الكريمة رجوعك إلى الحق وهذا يدل على إيمان صادق وضمير حي ونفس لوامة.
ثانيا: يحسن بنا أن نتعلم ونعلم غيرنا كيفية التعامل مع التقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي حتى ننتفع منها ولا نتضرر.
ثالثا: للصدق آثاره الحميدة وللكذب آثاره الوخيمة فإني لأتعجب أشد العجب أن تكون حالتك الزوجية مستقرة ثم تنتحلي شخصية امرأة تعيش حياة مريرة؟! فمن الدروس التي يجب أن تعلمها أن يكون المسلم صادقا في حياته كلها.
رابعا: جاء في الحديث الصحيح " انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو أعلى منكم" لو تأملت حالة غيرك من الزوجات وما لحقهن من ظلم الأزواج وأنت في حالة مستقرة ولله الحمد لكان هذا سببا في قناعتك بزوجك ورضاك به.
خامسا: الخطوات العملية لحل المشكلة:
- احرصي على قطع علاقتك بالفيسبوك وإلغاء حسابك فيه واستعيني بذوي الخبرة في ذلك ولعلك ترسلين رسالة للأخوة في الموقع ليفيدوك بذلك.
- واضح من الاستشارة أنك تعيشين فراغا عاطفيا كبيرا فاحرصي على إشباع نفسك من خلال علاقتك بزوجك (وإني لأعجب من بعض الناس-ذكورا وإناثا- يبحث عن العلاقات الغرامية بالحرام وعنده زوجه بالحلال) ويكون الإشباع من خلال مبادرتك بكلمات الحب والغرام لزوجك ليبادلك هو تلك العبارات بمثلها وإذا كان لدى زوجك قصورا في ذلك فاحرصي على تنميتها فيه.
- يظهر لي أيضا أن لديك فراغا في وقتك فاحرصي على شغله بما يعود عليك نفعه في الدنيا والآخرة.
أخيرا لاشك أن للمعصية شؤما على صاحبها، وللتوبة بركة على التائب فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له" رواه ابن ماجه وحسنه ابن حجر، وأنا على ثقة أنك إذا صدقت في توبتك مع الله (بحيث تقلعي عن الخطأ، ولا تعودي له، وتندمي على خطئك) أن الله سيبدلك سعادة في حياتك، وراحة في قلبك، وسينزع مافيه من تعلق بغير زوجك.
قبل الختام احرصي أختي على الصلوات الخمس وعلى صلاة الليل واسألي الله تعالى أن يسعدك في الدنيا والآخرة وأن يحفظك من شر الأشرار وكيد الفجار.
أتمنى أن تتواصلي مع موقع المستشار بعد عملك بالاستشارة.
الكاتب: الشيخ عمر بن عبد العزيز السعيد
المصدر: موقع المستشار